30 مارس 2010

القمم العربية:بين المتعوس وخايب الرجا

نشرت بصحيفة القدس العربي
صحفة منبر القدس
تحت نفس العنوان
تاريخ 9 إبريل/نيسان 2010
نسألكم ونسأل أنفسنا: لماذا كان اجتماعكم؟ ربما لتثبتوا للاشيء أنكم شيء عظيم، أو ربما لتخبروا شعوبكم المهمومة (والكحيانة) أنكم موجودون على الرغم من أن أكثركم مرضى، وآخرون بلا مرارة، وبعضهم تعدى السبعين قفزا فوق رقاب عباد الله.
إذا كان ولا بد من أن تجتمعوا فليكن وراء أبواب مغلقة، افعلوا ما تشاءون، قبلوا بعضكم البعض، واشتموا بعضكم البعض، ولتخيموا في خيمة العقيد خطيب عكاظ بقرب خليج سرت، ليكن اجتماعكم سلاما عليكم فقط، لا حاجة لنا أن تكونوا كل لحظة أمامنا.
معقولة يا زعماء البهجة (والبهرجة) نصف مليار دولار للقدس، وعندكم ما لا عين رأت، والإسرائيليون دفعوا وانتهوا 17 مليار دولار للاستيطان وتهويد القدس ، صدقا ماذا نقول غير قول نزار: ماذا سنكتب كي تقول جراحنا**إن المسدس صار يقول ما يشاء.
فقط خجلا، لو علمتم ماذا فعل الإسرائيليون حين رأوكم في قمتكم، ما فعلوا شيئا، نظروا إليكم كأنه اجتماع للبطاريق في شمال الكرة الأرضية، وكتب أحدهم في صحيفة هآرتس: "سواء اجتمعتم أم لم تجتمعوا، يظل محمود نجاد أهم منكم مجتمعين".
مشاكل في مشاكل، وهموم زائدة، وخلافات في الأنا والآخر، ومشادات كلامية، وقرارات تنازلية، وحنق لا يظهر إلا حين تجتمعوا كلكم، بالله عليكم ماذا أبقيتم للشارع العربي إلا بؤسا وانحطاطا ماديا ومعنويا، فأصبح الواقع العربي كما قيل: "أتلم المتعوس مع وخايب الرجا".
طبيعي أن ترفضوا ابسط أشكال الديمقراطية في الجامعة، لأنكم اعتبرتموها جنونا وزندقة في بلدانكم، وتزعمون أن لها مخاطر حين تطبقوها، وادعيتم الأمن مقدما عليه، فلا كان منهما شيئا، باختصار: الديمقراطية لن تكون في جامعتكم الابتدائية إلا إذا أكملتم الثانوية الحقيقية.
وطبيعي أن حددتم موعدا لقمة استثنائية مقبلة، لأنكم تحبون تبادل الأخبار الترفيهية والنكات الظريفة، وتحبون سماعها على الاستماع لأنات مواطنيكم، طبعا هذا إذا قررتم المجيء، وفي حال قررتم الغياب فهذا شيء طبيعي أيضا؛ لأنها جامعة لا يسجل الأكاديميون فيها المتغيبين.
ملاحظة أخيرة للأمين العام: تقليدك للرؤساء العرب مكشوف، أولئك الذين يقولون أنهم لن يترشحوا لفترة أخرى، أو يستقيلون، ثم يرجعون إلى مناصبهم الأولى وهم فوق القوة والقانون والأمة، لذاك أرى أن تستقيل بعد القمة الاستثنائية؛ حتى لا تكون القمة العادية المقبلة والأخيرة لك استثنائية. 
سعود العامري

29 مارس 2010


الحوادث والأضرار البشرية مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق

من 1/1/2010م 13/2/2010م

 
التفاصيل
الحوادث
الوفيات
الإصابات
2009
875
137
1208
2010
767
78
991
الفرق
- 108
- 59
- 217

21 مارس 2010


ارتحت كثيرا حين فزت بأوسكار أخيرا.....سأظل أتابعك، ليت أيضا لو فاز الكبير (مورجان فريمان) بأوسكار..لكنني متأكد بأن المبدع سينجح أخيرا.

شيء أسميه قصيدة


بلا عنوان
تسير على نَفَسك البطيء
سائرا على بساط أغبر
تشك في ساعتك...
مربوطة على معصم أصفر
يبسط من شفتيك لحن متهدم
أحمر...
قد تكون وقد لا تكون
كأن حمارك المربوط أصبح سيدا
متحررا من عبودية البشر
كأن غثاءك المنتشر عندي
تحول لحلاوة المنظر
تسر برؤيتي لأني لا أحتار
أنظر للحياة عشقا أكثر
تزورني في البداية ملتحفا ببأس
وتغادرني بموسيقاك الجميلة الأطهر
أنسان أنا أغار من البهجة
حين لا تحضنني
أغار أن تسأل غيري، ولا تسألني
فقد خلقت لتسألني
لتكون لدّي الإجابة المثلى
لأكون مخلصك من استفسارات الحياة
فالعتاب منك كالهنا منك
والزجر منك كالفرح منك
والوفاء عندي بدعة أخرى
والصدود منك بهاء منظر
تسكنني وأسكن شفاهك
ويلمسني هجاء حروفك
كواقف على الجهاد يكبّر
ملهوفا أسعى...نحو وطن
يحضن قبعتي السميكة الأندر
فعلام قلبك كاذب!
ينهاني عن اتباع مشيتك 
عن التكور ليلا بلباس أقصر
وتنهاني حروفك بلا هجاء
بلا إعراب...وخفي منك يظهر
حلو كل ما فيك...جميلة خطاك
تؤمن نفسي بالسعادة على ممشاك

حادثة أكتب عنها متأخرا

بالأمس ليلا أخذت من المطعم التركي فطيرة بالجبن (بارسيل)، وصلت للغرفة، كنت أكل الفطيرة رويدا رويدا وأتصفح الجرائد العمانية التي جمعتها طوال الأسبوع الماضي والذي قبله.
كنت أقرأ وانظر ومرة اتكلم بصوت مسموع، وكان الأخطاء الإملائية والمواضيع التافهة والاخطاء اللغوية نهر الإعلانات والمساحات الفارغة تغضبني، بقيت أحاول أن أسجل شيئا من تواريخ الأحداث المهمة.
غضبت وكان لغضبتي زفيرا وهديرا، سألت نفسي: ما حاجتي لهذه الصحف. معقولة صحيفتنا هذه بكل ما تمثله للدولة تعملك مواضع في الصحفة قبل الأخيرة عن مسابقة جمال الطيور العمانية. أف...بالغصب.
أخيرا انهيت الفطيرة، مسكت الصحف العمانية و (كرفستها) وأدخلتها في قرساطة الفطيرة الورقية، أغلقت القرطاسة، دبستها، كتبت بقلمي العزيز عليها (سخافة عمانية) -لا أعلم لماذا أعشق التنكير- مشيت للدرام، رميت القرساطة وقلت: باي...تفولة.
عدت للغرفة، غيَّرت القناة من الصاحبة (الجزيرة) إلى mbc2 تابعت الفيلم، وفي نفسي بقية من فطيرة جبن.



02 مارس 2010

قرصنة التاريخ والتاريخ*


احتفلت إسرائيل مبكرا هذا العام بذكرى هجوم الإرهابي باروخ غولدشتاين على الحرم الإبراهيمي، بضمها للحرم ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة التراث اليهودي، استمرارا منها في خلق وقائع جديدة في الأراضي المحتلة، وتحد لكل القوانين والأعراف الدولية والتي تستمر إسرائيل في انتهاكها واضعة نصب عينيها تحقيق أمجادها التوراتية في ظل حكومة يمنية ممتلئة بالحاخامات والمتطرفين.
لا حاجة في سرد تاريخ الوقائع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وسعيها الدائم لتكون دولة يهودية خالصة، إلا إن الجديد في هذه الحادثة هو قيامها بضم معلمين تاريخين داخل أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية وخارج مدينة القدس.
إسرائيل تحاول من خلال هذا الإجراء خلق واقع جديد، كونها ستصبح المسؤولة عن تدبير شؤون المكانين، وتهيئة الأجواء لتهويدهما، واحتقارا للخمسين شهيدا ولأكثر من ثلاثمائة جريحا الذين سقطوا ضحية المجرم غولدشتاين أثناء هجومه على الحرم الإبراهيمي في 25 فبراير 1994.
إسرائيل تبحث عن تاريخ لها، وعن حضارة تزعم فقدانها جراء تعرض شعبها المحب للخير والمستضعف من قبل كل الأمم للدمار، وتحفر تحت أساسات المسجد الأقصى بحثا عن خرافة أسطورية هوليودية، حتى تصدعت جدران المسجد وانهارت شوارع في مدينة القدس القديمة، مخططة بالوقت نفسه إنشاء كنس عظيم أمامه.
وما قامت به في حي الشيخ جراح المقدسي من طرد لسكانه الفلسطينيين، وهدم منازلهم، ووضع مخطط لبناء 200 وحدة سكنية لإسكان المستوطنين مكانهم هو دليل أخر على سعي إسرائيل لخلق ثقافة وحضارة لها على أنقاض الحضارة الأصلية، وتدمير لكل المواقع المخالفة تاريخيا لمضمون التاريخ اليهودي الصهيوني.
ويكفي القول إن 66 انتهاكا قامت به إسرائيل ممثلة في حكوماتها أو شعبها المتشبع بأفكار الهاجاناة والأرجون وكاخ وغيرها من المنظمات المتطرفة خلال العام الماضي تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية، منها 71% انتهاكا حصل في مدينة القدس كما تقول مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، غير الانتهاكات تجاه المواطنين الفلسطينيين وترحيلهم وطردهم من مساكنهم في مشهد يشبه ترحيل ستالين للقوميات غير الروسية من مناطقهم إلى سيبريا القاحلة، وتكمل إسرائيل بضمها لهذه الأماكن سيطرتها الفعلية الأمنية والإدارية لأراضي السلطة الفلسطينية لتكمل بعد ذلك تهويده كنتاج طبيعي لحكومة مصابة بالقرف من كل ما غير يهودي.
من هنا تعتنق إسرائيل المبدأ الذي رفضناه نحن العرب بأن صراعنا معها هو صراع وجود لا صراع حدود، وهي تنفذ مخططاتها في ظل صمت عربي رسمي مخزي، واكتفاء بالتنديد والاستنكار، ووصل الأمر إلى حد قيام قوات الأمن الفلسطيني بمنع أهالي الخليل الغاضبين لانتهاك مقدسات أمتهم من رشق قوات الاحتلال.
إن ما تقوم به إسرائيل هو قرصنة للتاريخ والحضارة الإنسانية، وإلصاقها غصبا بالتاريخ اليهودي، وتحامل على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وانتهاك للأعراف والاتفاقيات الدولية، وترسيخ لاحتلال غاشم على شعب أعزل، وتحدي للعرب والمسلمين، وتذكيرا لنا كل يوم بأن إسرائيل باقية رغما عنا، فكيف لنا بعدها أن نستمتع بتعذيب ألسنتنا بمفردات الاستهجان والتنديد والرفض الكلامي؟!

* منشور بجريدة الرؤية العدد59 الصفحة 16.