26 سبتمبر 2010

لا للعزلة...يا ناس

طارق بن موسى الزدجالي
كنت اتمنى يوما أن أعلم أن عمانيا أصبح له مركز في هيئة عربية او دولية بدل العزلة التي يتبناها الكثير من المسؤولين العمانيين وعدم رغبتهم في الحديث للإعلام، فترى على شاشة التلفاز مجموعة من العرب واحد منهم عمانيا والجميع يتكلم ويصرخ إلا العُماني فهو صامت ربما يكتفي بالابتسام، يوما ما تابعت اجتماعا لمسؤولين خليجيين عرب وكان الهدف من الاجتماع وضع قرار وحل لمشكلة ما اعترضتهم وحين توصلوا لحل بدأ كل رئيس وفد الكلام كلمة واحدة (موافق_ معارض_ أفكر) الكل نطقوا دون خجل أو مجاملة أو وضع اعتبار للأخرين إلا العماني حين وصل دوره نظر يمينا ويسارا وضحك كالمسكين وحين رأى الجميع موافقين قال بصوت ضعيف هاديء جميل: موافق.
يا ناس، لماذا؟ لماذا السعودي يتحدث والإماراتي والمغربي والموريتاني والجيبوتي، والعُماني يظهر كالخائف المسكين، لماذا الكل يتحدث عن ماضيه بفخر وعز، بينما العماني لا يرغب ببساطة الحديث عن ماضيه الرائع والجميل.

ديفيد وإيد أولاد مليباند

لمن لا يعرف الإثنين فهما شقيقين شابين سياسيين بريطانيين، الواقف على اليمين هو وزير الخارجية في حكومة العمال ديفيد مليباند، والثاني المبتسم  ابتسامة جميلة وزير الطاقة والتغيرات المناخية البريطاني الاسبق اد ميليباند، الأول هو الأكبر سنا والأشهر والأحسن هنداما والأكثر سفرا خارج المملكة المتحدة والأكثر حديثا في وسائل الإعلام.
الشقيقين دخلا منافسة فيما بينهما على زعامة حزب العمال الذي أصبح حاليا في المعارضة بعد خسارته الانتخابات اليوم، وفاز فيها الشقيق الأصغر، وحتى لا نقول مثل بعض المواقع الإلكترونية العربية إنهما من أبوين يهودين وإنهما صهيونيين وبقية الشريط الممتد للنظرية المحببة إلى بعضنا، فأن الإنتخابات على ما ذكر المراقبون أنها الأكثر ديمقراطية في تاريخ الحزب العريق.
أن تنافس شقيقك الأكبر وتهزمه ولو بفارق بسيط، ثم تصافحه وتعانقه وتصفق له شيئا يخبرنا بأن الديمقراطية مزروعة في نفوسهم منذ صغرهم، على رغم من أصولهم البولندية وهي -أي بولندا- الدولة الأقل ديمقراطية وذات الخبرة القليلة في هذا المجال، خصوصا واذا علمنا أنه كان بإمكان ديفيد (الشقيق الأكبر) الحصول على زعامة الحزب بالتزكية لكنه رفض ذلك وقال أنه يرغب بخوض انتخابات نزيهة ضد مرشح قوي.
السؤال الذي أطرحه ولا يطرح نفسه ماذا لو ترشحت أنا لزعامة العائلة ثم تفأجات بأخي الذي يصغرني بسنتين فقط منافسا لي، هل كنت سأتركه على راحته أم سأطبق تلك العادات الشرقية ذات الطقوس الجميلة!