07 يناير 2010

يوميات كانون الثاني

اليوم الخميس السابع من شهر واحد، وصلت إلى المكتبة الرئيسية بجامعة السلطان قابوس، مواقف السيارة تكاد تكون ممتلئة، وهذا العدد الكبير من السيارات لا بد أن يرافقه عدد ضخم من الطلاب، وضعت هذا في اعتباري إن لم أجد في المكتبة الواسعة سأبحث عن مكان أخر، ولا يمكنني أن أعود للشقة، فرغم هدوئها فهي مكان لا يشجع ولا يصلح أصلا للمذاكرة.

الإسبوع الحالي، الإسبوع القادم ، ومن ثم بعد القادم هي أسابيع للامتحانات النهائية، لذلك فطلاب الجامعة هم أشبه بالمستنفر في حالات الطوارئ، تجد الكتاب يصرخ طالبا الرحمة من أياديهم، وأكاد اجزم أن المكان الأول لاستهلاك الأوراق البيضاء (A4) تكون في جامعة السلطان قابوس أيام الامتحانات النهائية، الغالبية تشتريها، وتبدأ مسلسلات الكتابة بقلم الرصاص والأزرق والأسود، طبعا طلاب الكليات العلمية هم الغالبية الذين يستعملون هذه الأوراق، لأنهم بحاجة إلى أن يشرحوا بأنفسهم ولأنفسهم ما استعصى من مسائل وقوانين، وبحاجة إلى ترجمة من اللغة العصرية إلى لغة الأحباب.

بينما يكون طلاب الكليات الإنسانية (الآداب، التربية، الحقوق) تحت راحة أقل، وبالطبع فليس كل تخصصات هذه الكليات سهلة ولا تحتاج للأوراق البيضاء، عن نفسي استخدمها، وطلاب تخصصات الرياضيات وإخوانه من كيمياء (والذي منه) هم مستهلكون لها أيضا، وهذا يعتمد على التخصص وعلى الطالب والمادة، فتجد طالبين في التخصص نفسه، أولهما يمشي على راحته، يذاكر (متى ما دقت في رأسه) ويتركها (يوم تدق في رأسه)، لا يخوض في أمور مهاترات المذاكرة كما يسميها، قد يتابع الأخبار العالمية، ويخرج لتناول أشهى الأطباق في مطاعم الخوض الرائعة، يدخل في الليل إلى مقاهي الانترنت ويقرأ في مواضيع لا تمت لمواده بشيء سواء أنها كما يقول: "كل شيء مرتبط ببعض البعض".

والأخر يستيقظ الصباح مبكرا، ويبدأ يفت الكتاب فتًّا، ولا تسلم صفحة من الكتابة عليها، وتذهب الأوراق البيضاء، وأوراق الملاحظات الصفراء والحمراء والغبراء بين ملاحظة وشرح وهامش تحليل، وهامش مراوغة، وترجمة، أحسب حياته في هذه الأسابيع مثل أحفادنا في أخر الزمان، حينما يخبرون أن غدا ساعة القيامة، تحبسهم الغرف كالزهاد في صومعة الذكر والقراءة، أكلهم (لا يسر صديق ولا عدو).

إذا أتيت يوما إلى المكتبة الرئيسية، ودخلتها ورأيت معظم الطاولات قد استحوذت عليها مقررات الجامعة، والأوراق المغفور لها بعد إعدامها، والأقلام، فأعلم بأن ساعة الصفر قد حانت، وهاهم طلاب الجامعة يستعدون لما يكرم فيه المرء أو يهان بكل ما أوتوا من قوة، ولا تستغرب إن مر عليك احدهم وقد فتح أزرار دشداشته العليا، ويمشي كالذي يتخبطه الحرف من الكتاب، أو إن قام أحدهم فجاءة ووقف أمام النافذة ونظر نظرة في السماء.

بقي أن تعرج للغشاشين، فلله درهم ما ابقوا من طريقة إلا وقدموا بها، ترى ما يصنعون في هذه الأيام؟ أهم في المكتبة الرئيسية؟ أم في البد؟ أم نظن فيهم خيرا، ونقول أنهم لا يستخدمون الغش- الذي أفتوا بإجازته بعد أن عجزوا أن إيجاد مفتي كشيخ الأزهر- إلا في الحالات الطارئة؟

06 يناير 2010

حديث في الصحافة العمانية

الأخطاء سمتها، والبعد عن الواقع صفتها، والتذكير بعصر النهضة همها، والحديث عن نفسها نعيمها، هذا هو مربع الفشل والملل في الصحف العمانية، التي تعيش في غيبوبة عن الواقع، وبين أزمات تعلوها من مناصبها العليا حتى حبرها، أزمات تتجاهل حلها بنفسها، أو بالأحرى لا تستطيع حلها؛ لأنها ببساطة لا ترغب بإيجاد حل لها، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم. أزمة الثقة مع القارئ، فلا ترغب بالاعتماد على شرائه للصحف، فهي تعلم حق العلم أن لن يجد شيء مما يحمله بصدره، وامتلأت بإعلانات خدشت الحياء، أزمة الكينونة، ما هي الصحف العمانية مجرد لا تنافس ومجرد أخبار وكالات، أزمة العبارة والجملة، وأزمة الحبر المسكين الذي ملّ من أخبار معاليهم وسعادتهم ومنجزاتهم. بعيدا عن كل احتمالات المواطن، وخارج دائرة اهتماماته، تملك اهتمامات خاصة، اهتمامات الإعلانات والتجارة، واهتمامات المنجزات العصرية، لا جراءة ولا منافسة، نفس الخبر بنفس الصفحة، غير متعوب عليه. هذه هي الصحف العمانية، التي حولت مهنة المتاعب إلى مهنة المكاتب، فاستحقت أن تقبع في المرتبة الـ 106 عالميا في مجال حرية الصحافة، الحرية التي تستحي أن تطالب بها، واخترعت لها نهجا جديدا بين الصحف العالمية، وبراءة الاختراع جهالة لا تدري معناها. تضحك على الذقون، فالكذب عندها حقيقة، والحقيقة معها سراب، غائبة عن الواقع ولا تلائمه، كل أخبارها المحلية عن استقبال معاليه لنظيره، وعن سعادته الذي تكلم في أمور الحيوانات السائبة، وعن وكيل الوزارة الذي تنزل وتفقد شوارع البلد، وعن الوالي العظيم الذي اجتمع بشيوخ البلد، لإبعاد الشيطان عن قراهم، وعن مدير البلدية الذي قهر مافيا الأوساخ ، بينما تتجاهل في الواقع اهتمامات المواطن العادي. هنيئا لعمانَ ولأبنائها صحفا ذات نهج جديد، صحف تصفق للسراب، صحف تطبل للاشيء، صحف الزمن الآخر، صحف ما تزال تعيش على أيام السبعينات والثمانينيات، تقتات على قانون المطبوعات والنشر المنتهية صلاحياته، تمشي على حد السكين، وفي أخر السطور كعجوز لم يبق من عمرها سوى سويعات قليلة. ماذا نكتب كي تقولَ جراحنا***إن الصحفَ العمانية صارت تقولُ ما تشاءُ

05 يناير 2010

يوميات يوم بعيد

لا شيء يضاهي جمالا في الحياة أن تستيقظ فجرا، وتصلي صلاة الفجر، وتعود لتستعد للذهاب إلى مغامرة العمل، وتمر في طريقك على محطة البنزين، وتطلب (تأمر) من عامل المحطة أن يملاء خزان السيارة، وفي نفس الوقت تسحب جريدة من الكشك، وتدفع قيمتها للبائع بسعادة بالغة، وأنت في طريقك لركوب سيارتك تعطي عامل المحطة خمسة ريالات بحثا عن الفكّة، وتنطلق في طريقك إلى مغامرة ربما تكون روتينية. تصل إلى مكان عملك حاملا الجريدة، فتبدأ بالصفحة الأولى وتقرأ العنوان الرئيسي "في إطار تجفيف منابع الفساد: الإدعاء العام يستدعي وكيل وزارة للتحقيق حول مشروع متوقف"، وتبدأ بقراءة الموضوع، تشعر لحظتها أن عُمان بخير، وأنك ستمضي في الحياة وأنت مطمئن، تقلب إلى الصفحة التالية تجد المشهد يبشر بأن في عماننا من يهتم بمصالح الأخرين، كتاب يحترمون القاريء، في العمود الأيمن كتب خلفان العماني مقالته بعنوان: "وزارة الإسكان...أما آن لك أن تتعلمي"، تحدث فيه عن التخطيط (المعتفس) والمستمر، بعدها تحقيق عن "المراكزالصحية...جراجات بني أدم"، تتذكر أنك قلت منذ زمن نفس الكلام، واليوم هناك صحيفة تتحدث عنك. قرأت الصفحتين كاملتين، أردت من فرط سعادتك أن تصل عينيك للثالثة، لكن مغامراتك بدأت، لذلك وضعت الجريدة في حقيبتك؛ خوفا عليها من أن تسقط عليها قطرات الشاي، دخل المراجع الأول، تلاقيه بكل احترام، مبتسما له، تنبسط أساريره، ترى ما سبب سعادتك اليوم؟

شيء أسميه قصيدة

ومكثت تبسمين....

كبسمة الصغار

حين يفرحون...يخرجون من مدارسهم

بلا تعب يبسمون

يا فرحة كلها تنفيس...

يرتاح جسدي بتهاليل الصباح

حين شروق الشمس

وعند الغروب

في الليل صوت جميل

وقرب الفجر شدو نحيل

يا لهفة النفس...على صباحات

ليس منها غير السير الطويل

فابسمي لي يا فتاة

لاقت عبوس الليل بالتهاليل

جيران عمان يشعرون بالقلق من علاقاتها مع ايران

ما بالأسفل تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية على صفحاتها بتاريخ 16 مايو/أيار 2009، ويتحدث عن موقف سلطنة عُمان -بلدنا الحبيب- من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما يتميز به التقرير هو ذكره لمعلومات تستحق الوقوف معها، وقمت بترجمة التقرير على ضوء ما تعلمته في مقرر الترجمة الإعلامية: وإليكم الترجمة ومن أحب رؤية المصدر فليتفضل مشكورا بالضغط على عنوان التدوينة.

المصدر: جريدة نيو يورك تايمز

التاريخ: 16 مايو 2009

ترجمة: سعود العامري

مسقط ، سلطنة عُمان – في الوقت الحالي تجد ايران نفسها منخرطة في تصعيد الحرب الكلامية والنفسية والاختلاف الشديد في الأيدلوجيا والرؤية المتباينة جدا مع دول على غرار مصر والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، ولكن هذه الإختلاف لا يتسم بنفس الدرجة المتباعدة مع سلطنة عمان التي تميزت علاقتها معها بهدوء شديد ومؤثر تسارعت فيه مجالات التعاون، ورعاية مصالح بعضهما البعض في ضوء من التفاهم الشديد، ويقول باحثون أن سياسات ايران هذه ساعدت في احداث انقسامات عميقة بين العواصم العربية المختلفة الروىء تجاه نوعية التعامل مع إيران. صحيفة نيويورك تايمز الأميركية جيران عمان يشعرون بالقلق من علاقاتها مع ايران. تعتبر سلطنة عمان ذات أهمية إستراتيجية ، وبإصرار براغماتي عُرف عن البلد رفضه لمساعي جيرانه ودول عربية وغربية لسحبه بعيدا عن علاقاته متطورة مع إيران،وبدلا من ذلك قامت بما يشبه تحدي تجاه مصر والمملكة العربية السعودية حين شاركت في قمة قطر في يناير 2009 أثناء حرب غزة، والتي لم تحضرها الدولتان بالإضافة إلى دول أخرى قالت أن القمة عقدت لدعم حركة حماس والمدعوم من ايران.

وتعتبر العلاقات الوثيقة بين ايران وعُمان، أحد الأسباب التي تقف وراء فشل الغرب في شل قدرات ايران بفرض عقوبات تجارية عليها ، فضلا عن عدم قدرة خصوم ايران لبناء جبهة عربية وإقليمية معارضة وموحدة ضد نفوذها المتنامي في المنطقة وصده. ويقول سالم المحروقي الدبلوماسي العماني السابق والذي خدم في واشنطن، ويعمل حاليا في وزارة الثقافة: "بالنسبة لنا التعبير الواقعي هو أن ايران جارة كبيرة، وأنها موجودة هناك لتبقى ". وعمان كما يرى محللون، مثل سوريا وقطر ترى في ايران حليفا سياسيا واقتصاديا هاما للغاية، ويحتمل أن تحصل نتائج خطرة جدا على تجاهل عدم التعامل مع ايران كحليف استراتيجي، وهم يقولون أن الخلاف بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران حول الجزر الثلاث المتنازع عليها في الخليج العربي وحالة العداء الخفي لم تفعل شيئا يذكر لوقف المليارات من الدولارات في حجم التبادل التجاري السنوي بين الدولتين. ونادرا ما تذكر سلطنة عُمان في الأخبار رغم الدور المحوري الذي تلعبه نتيجة لقربها من كل الأطراف، لكنها تفضل أن تظل وراء الكواليس. وعمان ذات الملكية المطلقة، قاد حاكمها السلطان قابوس بن سعيد منذ عام 1970 حركة عززت النهج الدبلوماسي الذي يعطي شعبه حالة فريدة من وجود علاقات وثيقة مع كل من ايران والولايات المتحدة. وقد تمكنت عمان في بعض الأوقات أن تكون بمثابة الوسيط بين البلدين، رغم حديث الكثيرين عن ترك الباب مفتوحا أمام احتمال أن تقوم الولايات المتحدة باستخدام القواعد العسكرية العمانية لانطلاق عملياتها في المنطقة ضد طهران. ورغم تشارك عمان مع سوريا وقطر الرؤية حول أهمية ضرورة عدم تحويل ايران إلى عدو، إلا أنها لا ترغب مثلهما بدور أكبر إقليما، وتسعى السلطنة بشكل قوي ومركز على تعزيز استقرارها الداخلي.ويقول العمانيون أنهم سيواصلون العلاقة مع إيران بسبب العلاقات التاريخية بينهم؛ لأنهم يعرفون أنه لا يمكن بسهولة تجاوز أمة حضارية قامت تاريخيا بقربهم وتعاملوا معها مرارا، ولهذا يختارون أن تكون ايران شريكا تجاريا هاما في الوقت الحالي وللأجيال القادمة. وكمؤشر واضح لهذا التعاون بين البلدين ساعدت سلطنة عمان المهربين الإيرانيين في تهريب البضائع تحايلا على العقوبات التجارية الدولية المفروضة على ايران، ويتم التهريب عادة في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة مسندم العمانية والتي تتميز بجبال صخرية خشنة لا ترحم. ويتم التهريب عبر أساطيل صغيرة من زوارق سريعة ذات سقف مفتوح عبر مضيق هرمز يوميا، وتستمر هذه الرحلة حوالـي ساعة، وتحمل زوارق التهريب من سلطنة عمان حمولة كبيرة مثل الأطعمة والملابس والالكترونيات والمواد الصيدلانية ومكيفات الهواء وحتى الدراجات النارية. ويقول عمران عبد القادر عبد الله، 18 عاما، أحد السكان المحليين، وانضم إلى أعمال توريد السلع إلى المهربين بعدما أنهى دراسته الثانوية: "لا أحد على الإطلاق حاول منع هذا التهريب"، ويضيف: "إنها حياتنا، وتقتات عليها أسرنا". الاعتبارات الواقعية مثل تلك السابقة لم تفعل شيئا يذكر لتهدئة قلق الحكومات العربية التي ترى في إيران تهديدا لمكانتها الإقليمية ومصالحها الوطنية، وأكثر ما يخشاه الغرب أن تطور إيران أسلحة نووية في المستقبل، ودائما يشكو المسؤولين في مصر والمملكة العربية السعودية والمغرب والأردن والبحرين ما تفعله ايران اليوم، ووصل حدا دعا المغرب لأن يتخذ خطوة أكثر تطرفا حين قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران في مارس 2009. واتهم مسؤولون مصريون مؤخرا حزب الله التيار الأقوى لبنانيا والمدعوم إيرانيا، انه أرسل أفرادا لمصر لإنشاء خلية إرهابية، وقد اعترف حزب الله إرسال هؤلاء لكنه قال انه كان يحاول فقط للمساعدة في تهريب أسلحة إلى قطاع غزة لمساعدة حركة حماس في حربها مع إسرائيل، ونفى التخطيط لشن هجمات إرهابية في مصر، واتهم المصريون ايران أيضا أنها قوضت المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وحاولت التحريض على انتفاضة ضد الحكومة المصرية، ويضيف بعض العرب أن ايران تدخلت في السياسة الداخلية لعدد من البلدان العربية والإسلامية، وشجعت الصراعات في السودان وتشاد ودول أخرى، وحاولت أن تنشر المعتقدات الإسلامية الشيعية في الدول ذات الأغلبية السنية، ونفت ايران قيامها بالتدخل في الشؤون العربية. وتحافظ سلطنة عمان على علاقات جيدة مع القاهرة، وتعتبر مصر دولة مهمة وحاضنة للعرب جميعا، لكنها تعتقد في الوقت نفسه أنها تكافح من أجل استعادة مجدها السابق عن طريق استعداء ايران، ويقول سيف المسكري مسؤول سابق في وزارة الخارجية العمانية: "لسوء الحظ ، ما يحدث في مصر هو خلق عدو من لا شيء ، وتقويض للدور المصري". وقال العمانيون مرارا إنهم لا يخشون طموحات ايران النووية، لكنها تشعر بالقلق فقط إزاء تصدير إيران لإيديولوجيتها الاسلامية الثورية، خصوصا وأنها تملك أقوى قوة عسكرية تقليدية في المنطقة. وتعكس عمان سياستها الخارجية الاختلافات الدينية مع المملكة العربية السعودية فكثير من الناس في عُمان يرون أن النهج المحافظ للملكة العربية السعودية، والتطرف الشديد في تطبيق الأحكام الإسلامية هو الأكثر خطرا على المصالح العمانية من الأنشطة الإيرانية في المنطقة. سلطنة عمان دولة مسلمة ، وينتمي 75 في المئة من السكان إلى طائفة "الإباضية" الذين يقولون أنه على مدى السنوات الماضية حاولت شخصيات دينية سعودية نشر مذهبهم الأكثر أصولية في سلطنة عمان، ويقول سعيد الهاشمي مدير البحوث في مجلس الدولة: "نحن لا نسمح للسعوديين بالعمل في مجتمعنا". هناك أيضا المسألة الاقتصادية، فعمان تواجه عجزا في الميزانية هذا العام ، ويرجع ذلك جزئيا لانخفاض عائدات النفط، وهي تستخرج نفطا أقل بكثير عما يستخرجه العديد من جيرانها، وتريد نتيجة لذلك تنويع اقتصادها؛ لذلك تسمح للمهربين بالعمل على تهريب البضائع إلى إيران، وتوفير العائدات الهامة وهذا ما يجعل عمان تتبع مصلحتها الذاتية، وتتوافق مع ايران، وتعارض مبدأ استبعادها وعزلها. وفي كل صباح تقبع القوارب السريعة متجاورة على طول ثلاث أرصفة صغيرة في مسندم، مباشرة بجانب مراكب الشرطة الكبيرة التي تَقوم بدوريات مستمرة في المضيق، وتعتبر رحلة التهريب قصيرة، لكنها كما يقول العديد من قادة الزوارق بأنها يمكن أن تكون خطرة لأن عليهم أن يراوغوا ناقلات نفط هائلة وأن يتفادوا دوريات خفر السواحل الإيرانية،"هو هذا كل العمل" يقول رشيد 27 عاما بعدما سلم 140 صندوق حملت بلباسِ إلى الرصيف، ويضيف قائلا: "هو كل المال". كتبت التقرير:منى النجار(عُمان).