لا شيء يضاهي جمالا في الحياة أن تستيقظ فجرا، وتصلي صلاة الفجر، وتعود لتستعد للذهاب إلى مغامرة العمل، وتمر في طريقك على محطة البنزين، وتطلب (تأمر) من عامل المحطة أن يملاء خزان السيارة، وفي نفس الوقت تسحب جريدة من الكشك، وتدفع قيمتها للبائع بسعادة بالغة، وأنت في طريقك لركوب سيارتك تعطي عامل المحطة خمسة ريالات بحثا عن الفكّة، وتنطلق في طريقك إلى مغامرة ربما تكون روتينية.
تصل إلى مكان عملك حاملا الجريدة، فتبدأ بالصفحة الأولى وتقرأ العنوان الرئيسي "في إطار تجفيف منابع الفساد: الإدعاء العام يستدعي وكيل وزارة للتحقيق حول مشروع متوقف"، وتبدأ بقراءة الموضوع، تشعر لحظتها أن عُمان بخير، وأنك ستمضي في الحياة وأنت مطمئن، تقلب إلى الصفحة التالية تجد المشهد يبشر بأن في عماننا من يهتم بمصالح الأخرين، كتاب يحترمون القاريء، في العمود الأيمن كتب خلفان العماني مقالته بعنوان: "وزارة الإسكان...أما آن لك أن تتعلمي"، تحدث فيه عن التخطيط (المعتفس) والمستمر، بعدها تحقيق عن "المراكزالصحية...جراجات بني أدم"، تتذكر أنك قلت منذ زمن نفس الكلام، واليوم هناك صحيفة تتحدث عنك.
قرأت الصفحتين كاملتين، أردت من فرط سعادتك أن تصل عينيك للثالثة، لكن مغامراتك بدأت، لذلك وضعت الجريدة في حقيبتك؛ خوفا عليها من أن تسقط عليها قطرات الشاي، دخل المراجع الأول، تلاقيه بكل احترام، مبتسما له، تنبسط أساريره، ترى ما سبب سعادتك اليوم؟
05 يناير 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق