06 يناير 2010

حديث في الصحافة العمانية

الأخطاء سمتها، والبعد عن الواقع صفتها، والتذكير بعصر النهضة همها، والحديث عن نفسها نعيمها، هذا هو مربع الفشل والملل في الصحف العمانية، التي تعيش في غيبوبة عن الواقع، وبين أزمات تعلوها من مناصبها العليا حتى حبرها، أزمات تتجاهل حلها بنفسها، أو بالأحرى لا تستطيع حلها؛ لأنها ببساطة لا ترغب بإيجاد حل لها، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم. أزمة الثقة مع القارئ، فلا ترغب بالاعتماد على شرائه للصحف، فهي تعلم حق العلم أن لن يجد شيء مما يحمله بصدره، وامتلأت بإعلانات خدشت الحياء، أزمة الكينونة، ما هي الصحف العمانية مجرد لا تنافس ومجرد أخبار وكالات، أزمة العبارة والجملة، وأزمة الحبر المسكين الذي ملّ من أخبار معاليهم وسعادتهم ومنجزاتهم. بعيدا عن كل احتمالات المواطن، وخارج دائرة اهتماماته، تملك اهتمامات خاصة، اهتمامات الإعلانات والتجارة، واهتمامات المنجزات العصرية، لا جراءة ولا منافسة، نفس الخبر بنفس الصفحة، غير متعوب عليه. هذه هي الصحف العمانية، التي حولت مهنة المتاعب إلى مهنة المكاتب، فاستحقت أن تقبع في المرتبة الـ 106 عالميا في مجال حرية الصحافة، الحرية التي تستحي أن تطالب بها، واخترعت لها نهجا جديدا بين الصحف العالمية، وبراءة الاختراع جهالة لا تدري معناها. تضحك على الذقون، فالكذب عندها حقيقة، والحقيقة معها سراب، غائبة عن الواقع ولا تلائمه، كل أخبارها المحلية عن استقبال معاليه لنظيره، وعن سعادته الذي تكلم في أمور الحيوانات السائبة، وعن وكيل الوزارة الذي تنزل وتفقد شوارع البلد، وعن الوالي العظيم الذي اجتمع بشيوخ البلد، لإبعاد الشيطان عن قراهم، وعن مدير البلدية الذي قهر مافيا الأوساخ ، بينما تتجاهل في الواقع اهتمامات المواطن العادي. هنيئا لعمانَ ولأبنائها صحفا ذات نهج جديد، صحف تصفق للسراب، صحف تطبل للاشيء، صحف الزمن الآخر، صحف ما تزال تعيش على أيام السبعينات والثمانينيات، تقتات على قانون المطبوعات والنشر المنتهية صلاحياته، تمشي على حد السكين، وفي أخر السطور كعجوز لم يبق من عمرها سوى سويعات قليلة. ماذا نكتب كي تقولَ جراحنا***إن الصحفَ العمانية صارت تقولُ ما تشاءُ

هناك تعليق واحد:

  1. جميل أنت وما كتبت يا سعود

    ... فما الحل هل ننتظر المغير أم نخلق واحدا من عندنا

    الحالة تهوي للأسفل ومنحنى الفرصة البديلة أخذ بالإنحدار المقوس للداخل ترى ... هل جميعهم كذلك أم مقهورين أيضا


    دمت سعيد

    ردحذف