نشرت بصحيفة القدس العربي
صحفة منبر القدس
تحت نفس العنوان
تاريخ 9 إبريل/نيسان 2010
نسألكم ونسأل أنفسنا: لماذا كان اجتماعكم؟ ربما لتثبتوا للاشيء أنكم شيء عظيم، أو ربما لتخبروا شعوبكم المهمومة (والكحيانة) أنكم موجودون على الرغم من أن أكثركم مرضى، وآخرون بلا مرارة، وبعضهم تعدى السبعين قفزا فوق رقاب عباد الله.
صحفة منبر القدس
تحت نفس العنوان
تاريخ 9 إبريل/نيسان 2010
نسألكم ونسأل أنفسنا: لماذا كان اجتماعكم؟ ربما لتثبتوا للاشيء أنكم شيء عظيم، أو ربما لتخبروا شعوبكم المهمومة (والكحيانة) أنكم موجودون على الرغم من أن أكثركم مرضى، وآخرون بلا مرارة، وبعضهم تعدى السبعين قفزا فوق رقاب عباد الله.
إذا كان ولا بد من أن تجتمعوا فليكن وراء أبواب مغلقة، افعلوا ما تشاءون، قبلوا بعضكم البعض، واشتموا بعضكم البعض، ولتخيموا في خيمة العقيد خطيب عكاظ بقرب خليج سرت، ليكن اجتماعكم سلاما عليكم فقط، لا حاجة لنا أن تكونوا كل لحظة أمامنا.
معقولة يا زعماء البهجة (والبهرجة) نصف مليار دولار للقدس، وعندكم ما لا عين رأت، والإسرائيليون دفعوا وانتهوا 17 مليار دولار للاستيطان وتهويد القدس ، صدقا ماذا نقول غير قول نزار: ماذا سنكتب كي تقول جراحنا**إن المسدس صار يقول ما يشاء.
فقط خجلا، لو علمتم ماذا فعل الإسرائيليون حين رأوكم في قمتكم، ما فعلوا شيئا، نظروا إليكم كأنه اجتماع للبطاريق في شمال الكرة الأرضية، وكتب أحدهم في صحيفة هآرتس: "سواء اجتمعتم أم لم تجتمعوا، يظل محمود نجاد أهم منكم مجتمعين".
مشاكل في مشاكل، وهموم زائدة، وخلافات في الأنا والآخر، ومشادات كلامية، وقرارات تنازلية، وحنق لا يظهر إلا حين تجتمعوا كلكم، بالله عليكم ماذا أبقيتم للشارع العربي إلا بؤسا وانحطاطا ماديا ومعنويا، فأصبح الواقع العربي كما قيل: "أتلم المتعوس مع وخايب الرجا".
طبيعي أن ترفضوا ابسط أشكال الديمقراطية في الجامعة، لأنكم اعتبرتموها جنونا وزندقة في بلدانكم، وتزعمون أن لها مخاطر حين تطبقوها، وادعيتم الأمن مقدما عليه، فلا كان منهما شيئا، باختصار: الديمقراطية لن تكون في جامعتكم الابتدائية إلا إذا أكملتم الثانوية الحقيقية.
وطبيعي أن حددتم موعدا لقمة استثنائية مقبلة، لأنكم تحبون تبادل الأخبار الترفيهية والنكات الظريفة، وتحبون سماعها على الاستماع لأنات مواطنيكم، طبعا هذا إذا قررتم المجيء، وفي حال قررتم الغياب فهذا شيء طبيعي أيضا؛ لأنها جامعة لا يسجل الأكاديميون فيها المتغيبين.
ملاحظة أخيرة للأمين العام: تقليدك للرؤساء العرب مكشوف، أولئك الذين يقولون أنهم لن يترشحوا لفترة أخرى، أو يستقيلون، ثم يرجعون إلى مناصبهم الأولى وهم فوق القوة والقانون والأمة، لذاك أرى أن تستقيل بعد القمة الاستثنائية؛ حتى لا تكون القمة العادية المقبلة والأخيرة لك استثنائية.
سعود العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق