أقف الآن في أخر الطابق الأول (الثاني عمانيا) على مبنى (و) في جامعتي الحبيبة الجميلة، وانظر إلى السماء، ملبدة بالغيوم، وضوء شمس خفيف، بدأ الآن بالشروق، ضوء خفيف جدا، حبست الغيوم بعضه، أحسبها اليوم ممطرة -إن شاء الله- كل شيء جميل.
مع كون الأربعاء دائمة ثقيلة الممشى علينا نحن الذين قدمنا من خارج محافظة مسقط، ونحسبها خلقت لتكون قاسية علينا، فتمر دقائقها بطئية كأبطأ سلحفاة في العالم، كم أنتَ/أنتِ قاسية/ قاس علينا يا أربعاء، إلا أني أظنها أكثر أيام الإسبوع فائدة لــي، شيء عجيب.
أقف الآن، وأكتب على دفتر المحاضرات، وبدأ طلاب السنة الأولى، والهندسة والزراعة والعلوم (الهموم) بالقدوم، دوامهم الساعة الثامنة، وأنا كذلك، لكنني جئت كعادتي مبكرًا، كم أكره تلك الزحمة المقرفة التي تحصل بعد السابعة وتسع وعشرين دقيقة، تنطلق معها صفارات العبس واللسان السليط على سيارة لم تلزم دورها، الخطأ هنا من السيارة؛ لأن السائق لا يخطيء.
أكتب الآن وغالبية الطلاب أراها نشيطة، فقد سبقوا الزحمة، والقليل جدا منهم عابس لأن (نومة راحت علييهم)، و (يمكن فتحوا الكتب البارحة وفتّوها فتّ)، والقليل الباقي لا أستطيع تحديد صفته في هذا الصباح الجميل خصوصا أولئك القادمين مع زميل لهم، تراهم يضحكون وهم ممسكون بكتبهم، وفجأة يلوحون بأياديهم ويحركون شفتيهم غضبا (الدكتور ود الكلاب يا رب ما يدوام اليوم).
وصلتُ الجامعة الساعة السابعة تماما، وكانت كل المواقف خالية بأستثناء سيارتين، ربما كانوا يفكرون مثلي، تلك الفكرة التي خبرتها أربع سنين ووجدتها صحيحة دوما "اذا اتيت مبكرا إلى الجامعة في يوم ما، فأنت تقدم أكبر معروف لنفسك"، حتما فأنت حين تبتعد عن زحمة السيارات وما تسببه من ضيق ينعكس على يومك بالكامل، وترى نفسك غير متميزعن الأخرين، أحسب الأربعاء هذه مختلفة.
أتوقف الآن عن الكتابة الساعة السابعة وسبع وعشرين دقيقة، وقت بداية ارهاصات الزحمة، زميلـي قد وصل، علــّي أن (أناقره) ككل يوم أربعاء حين أصحبه.
شكرا على قراءتك
23 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق