من المحزن جدا علمك أن نسبة كبيرة من طلاب جامعة السلطان قابوس غير قارئة سوى للكتب الأكاديمية، بينما الأصل وهم - كما يقال- من صفوة المجتمع أن يطلعوا ويقرؤوا ويثقفوا، وتكون لهم مع الكتب صولات وجولات، لكن الواقع المر يخبرنا بأنهم في حالة بعد عن كتب كان ينبغي أن تكون بينهم ألفة ومحبة.
الأسباب كثيرة ومتعددة، وكل طالب جامعي لا يقرأ له أعذار وحجج لا داعي لتصنيفها بين الصحة والعذر القبيح، فقط هي أسباب تؤشر على مدى ما وصلنا إليه من التفكير بأن الكتاب لا حاجة له في حياتنا الجامعية، وأن كل تركيزنا ينصب على تلك التي نستلمها من كليات الجامعة ثم نرجعها في آخر الفصل.
شيء مؤسف حقا أن تسأل طالب جامعيا عن عدد الكتب التي قرأها في الفترة الأخيرة، ليجيبك وبكل سرور بأنه ما قرأ شيئا، وتكمل سؤالك بأن كان يتابع الصحف أو أية قصاصة ورقية، فيرد على سؤالك بنفس الإجابة. وتسأله عن السبب، فيجيبك بأن الدراسة ومشاغلها تمنعه من القراءة.
المسألة بالفعل أصبحت هاجسا اليوم، ومشاغل الطلاب المستمرة في الدراسة والتكاليف والامتحانات بأنواعها وأوقاتها والبحوث وأشياء دراسية أخرى قللت جدا من حجم قراءة الطالب الجامعي وتثقفه في ميادين أخرى غير تخصصه، بقي أن نبحث عن العلاج الذي يمكن أن يكون في الإرادة والرغبة وتنظيم الوقت.